Powered by assafpublishers.com

Historical sites

جسور أثريّة – الساعة الشمسية – تاريخ لوحات نهر الكلب منذ نهاية الألف الثاني ق.م. حتى الإستقلال.

Read More

Churches

ظهرت الكنيسة، في بداياتها كبيت السكن، لا تفترق عنه في شيء، ثم تطوّر فن البناء الكنسي بتطوّر الليتورجية، وبمقدار ما تسمح الأوضاع الإقتصادية.
Read More

Famous faces

         

View All

لوحات نهر الكلب الأثرية

 

 

لوحة رقم 1
الملك نبوخذ نصر (605 ق.م. - 562 ق.م.)
هي اللوحة الوحيدة القائمة على الضفة الشمالية للنهر، في ذوق مصبح – كسروان، وهي حبارة عن نقش بابلي يظهر الملك نبوخذ نصر (605 ق.م. - 562 ق.م.) واقفاً أمام شجر الأرز، يصدّ أسداً يُهاجمه.




لوحة رقم 2
نصب السلطان برقوق (784-801 هــ/ 1382-1399م)
هذا النص المنقوش بالعربية والمؤلف من خمسة أسطر كتبت بالخط النسخي، أنجز من قبل سيف أبو العزائم أيطميش البجاسي، أتابك العسكر لدى السلطان المملوكي سيف الدين برقوق. يذكّر هذا النصب ببناء جسر قائم على ثلاث قناطر في الجهة المقابلة له.          تتداخل بين أسطر النص دائرتان منحوتتان، تضمان رمز السلطان برقوق.




لوحة رقم 3
نصب الإمبراطور كركلا (210-217 م)
نص مكتوب باللاتينية، مؤلف من ثمانية أسطر يذكر أعمال توسيع الطريق أثناء حكم الإمبراطور الروماني كركلا. ويأتي على ذكر الفرقة الثالثة الغالية (نسبة الى بلاد الغال) التي أنجزت تلك الأعمال، وقد أزيل اسم هذه الفرقة نتيجة تمردها فيما بعد.                  وفي الجزء السفلي للنصب يظهر اطار كان يحوي كتابة اختفت اليوم، جاء فيها : "أنطونيوس أغسطس الإمبراطور المنتصر دوماً، دام حكمك لسنوات عديدة"




لوحة رقم 4
نصب الجنرال غورو (25 تموز 1920)
يذكّر نصب الجنرال غورو المزين برموز برونزية بدخول القوات الفرنسية الى دمشق بعد انتصارها بقيادة الجنرال غويبه بمعركة ميسلون في تموز 1920.  ويُشير هذا النص المؤلف من إثنين وعشرين سطراً كتبت بالفرنسية الى أسماء كافة كتائب الجيش الفرنسي التي شاركت في تلك المعركة.


لوحة رقم 5
نصب الأمبراطور نابوليون الثالث (1860-1861)
أنجز الأمبراطور نابوليون الثالث هذا النصب خلال حملة الجنرال الفرنسي بوفور الى لبنان لإنهاء الصراع الذي نشب بين الدروز والموارنة عام 1860. يتألف هذا النص المكتوب بالفرنسية من أربعة عشر سطراً ذكرت فيه أسماء كتائب الجيش التي شاركت في هذه الحملة، وقد جاءت هذه الكتابة تزيل معالم نصب كان قد شيده الفرعون رعمسيس الثاني (1279-1213 ق.م.) يبدو فيه وهو يقتل أسيراً أمام الإله بتاح.




لوحة رقم 6-7
نصب أشورية
يُمثل كلاًّ من هذين النصبين صورة جانبية لملك أشوري رافعاً يده اليمنى. وبغياب أيّة كتابة لا يمكننا تأريخ هذه النقوش بدقة، إلا إنهما يشهدان على السيطرة الأشورية في المنطقة خلال الألف الأول ق.م.




لوحة رقم 8

نصب مفقود

تشير كافة الأوصاف التي تناولت الموقع حتى بداية القرن العشرين الى وجود نصب يمثل ملكاً أشورياً، تآمر الإهمال البشري وعاديات الزمن على محو معالمه.




لوحة رقم 9
إحتلال دمشق، حمص وحلب (تشرين الأول 1918)
يُذكّر هذا النص، المؤلف من عشرة أسطر كتبت بالإنكليزية، بدخول الحلفاء وقوات الملك حسين الى دمشق، حمص وحلب التي كانت آخر معقل للأتراك. وقد حلّ هذا النص في العام 1930 محل نص آخر لم يُشر الى مشاركة فرنسا.




لوحة رقم 10
الإستيلاء على بيروت وطرابلس (تشرين الأول 1918)
يُذكّر هذا النص الذي تعلوه زخرفة نباتية، المؤلف من سبعة أسطر كتبت بالإنكليزية، بدخول قوات الحلفاء وتحديداً اللواء الواحد والعشرين من الجيش البريطاني واللواء الفرنسي في فلسطين وسوريا الى بيروت وطرابلس في تشرين الأول 1918.




لوحة رقم 11
نصب الحاكم بروكولس (382-383 م)
يُشير هذا النص، المؤلف من إثني عشر سطراً كتبت باليونانية، الى أعمال إنشاء طريق الى المنحدر خلال حكم والي فينيقيا بروكولّس ما بين 382 – 383 م، ويتضمّن هذا النص أيضاً إشارة الى الطقوس الوثنية التي اتبعها بروكولس في هليوبوليس (بعلبك).




لوحة رقم 12
نصب غير معروف
من المحتمل أن يكون هذا النصب قد تضمّن نصاً كتب باليونانية، ولم تصلنا أيّة دلالة تزيل هذا الغموض. ويقع بالقرب منها قاعدة حجرية ضخمة، قد تكون حسب الأسطورة تسمية نهر الكلب قاعدة تمثال الذئب الذي رُمي في البحر.




لوحة رقم 13
نصب أشوري
يظهر هذا النصب ضمن إطار على شكل قوس صورة أشوري رافعاً يده اليمنى. وبغياب أية كتابة لا يمكننا تأريخ هذا النصب بدقة إلا أنه يشهد على السيطرة الأشورية في المنطقة خلال الألف الأول ق.م.




لوحة رقم 14
نصب الفرعون رعمسيس الثاني (1276 ق.م.)
يُمثل القسم العلوي لهذا النصب مشهداً للإله المصري "رع – هوراختي" مقدماً عصا النصر لرعمسيس الثاني (1213-1279 ق.م.) الذي يقبض على أسير راكعاً امامه.
بالرغم من زوال معظم الكتابة الهيروغليفية عن هذا النصب إلا أننا تمكّنا من قراءة تاريخه العائد للعام الرابع لحكم الفرعون (1276 ق.م.)  والموافق للفترة التي قام بها رعمسيس الثاني بحملته الآسيوية استعداداً لمعركة قادش ضد الحثيين.




لوحة رقم 15
نصب أشوري
يظهر هذا النصب ضمن إطار على شكل قوس صورة أشوري رافعاً يده اليمنى ويمسك بيده اليسرى مقبض سيفه ومقابل وجهه هناك بعض النماذج المحفورة تمثل رموزاً إلهية. وبغياب أية كتابة لا يمكننا تأريخ هذا النصب بدقة، إلا أنه يشهد على السيطرة الأشورية في المنطقة خلال الألف الأول ق.م.




لوحة رقم 16
نصب الفرعون رعمسيس الثاني (1270 ق.م.)
يُمثل القسم العلوي لهذا النصب مشهداً للإله المصري "آمون - رع" مواجهاً رعمسيس الثاني (1279 – 1213 ق.م.) الذي يمسك أسيراً بشعره وكأنه مستعداً للقضاء عليه.  بالرغم من زوال معظم الكتابة الهيروغليفية عن هذا النصب إلا إنّنا تمكّنا من قراءة تاريخه العائد للعام العاشر لحكم الفرعون (1270 ق.م.) والموافق لحملته العسكرية في تلك الفترة.




لوحة رقم 17
نصب الملك أسرحدون (681-669 ق.م.)
يظهر هذا النصب ضمن إطار على شكل قوس صورة الملك الأشوري أسرحدون رافعاً يده اليمنى وربما يمسك بيده اليسرى مقبض سيفه. ومقابل وجه الملك هناك بعض النماذج المحفورة تمثل رموزاً إلهية بالإضافة الى نص مؤلف من خمسة وثلاثين سطراً بالكتابة المسمارية يغطي الجزء الأكبر من النصب.
ربما شيّد هذا النصب في العام 671 ق.م. عند عودة الملك من حملته على مصر حيث تمّ إخضاع اثنين وعشرين حاكماً.




لوحة رقم 18
تقع على الجسر القديم الذي أعاد تشييده نعوم باشا (1892 – 1902 ) في أيام متصرّفية جبل لبنان. تحمل هذه اللوحة النص التالي: "لقد شيّد هذا الجسر في ظل سلطان البرين وخاقان البحرين السلطان إبن السلطان الغازي عبد الحميد خان الثاني في عهد صاحب الدولة نعوم باشا متصرّف جبل لبنان".




لوحة رقم 19
لوحة بالإنكبيزية تحمل تاريخ تحرير لبنان وسوريا في حزيران – تموز 1941.




لوحة رقم 20
نصب سكة الحديد (20 كانون الأول 1942)
حفر هذا النص، المكتوب بالإنكليزية والمؤلف من احدى عشر سطراً على لوحة برونزية يعلوها نحت لكلب.
تمّ تدشين هذه اللوحة التذكارية في 20 كانون الأول 1942 بحضور رئيس الجمهورية الللبنانية آنذاك ألفريد نقّاش، وهي تذكّر بانتهاء أعمال خط سكة الحديد حيفا – بيروت – طرابلس التي قامت بها الشركة الأسترالية لبناء سكك الحديد.




لوحة رقم 21
نصب جلاء الجيوش الأجنبية (31 كانون الأول 1946)
يذكّرهذا النص، المؤلف من خمسة أسطر كتبت بالعربية تحت رسم الأرزة، بجلاء جميع الجيوش الأجنبية في 31 كانون الأول 1946 في عهد الرئيس بشاره الخوري.




لوحة رقم 22
نصب ذكرى تحرير الجنوب (24 أيار 2000)
تخليداً لذكرى تحرير الجنوب من الإحتلال الإسرائيلي في 24 أيار 2000




لوحة A
نصب الجندي المجهول لذكرى قتلى الجيش الفرنسي (1919-1927)
أقيم هذا النصب المبنيّ بالحجارة الصفراء، لذكرى قتلى الجيش الفرنسي والفرقة البحرية التابعة له الذين تجاوز عددهم ثلاثماية ضابط وتسعة الاف جندي في بلاد المشرق ما بين 1919 و 1927. وقد حُفر عليها "لمجد الجيش الفرنسي للمشرق والمفرزة البحريّة لسوريا". وقد وضع هذا النصب التذكاري أساساً في بيروت، ثم تم نقله لاحقاً الى موقع نهر الكلب في العام 1960.




لوحة B
قاعدة "تمثال الكلب"
تقول الأسطورة التي نقلها الفارس دارفيو (1635-1702) عند مروره بموقع نهر الكلب بأنه كان يوجد تمثالاً لكلب منحوتاً في الصخر في أعلى الجبل. وكان صوت نباحه القوي يصل لجزيرة قبرص، ينبّه من اقتراب الجيوش المعادية. قام الأتراك بتكسير هذا التمثال ورميه في البحر، ولكن وفقاً للمصدر نفسه لا يزال بالإمكان رؤيته كلما كانت مياه البحر هادئة.
وهناك رواية أخرى قريبة من أسطورة أوديب تقول بأن تمثالاً لأبي الهول كان منتصباً على أعلى الجبل وكان يرمي في البحر الزائرين الذين يعجزون عن حلّ لغزه.
أما اليوم فلم يبقى من كل هذه الأساطير التي نُسجت حول هذا الموقع سوى قاعدة محفورة في الصخر على السفح الجنوبي المطلّ على البحر، إلا إننا لا نزال نفتقر أي دليل يُثبت بأن هذه القاعدة كانت تحمل تمثالاً فيما مضى.
وهناك نظرية أخرى تقول بأنه ربما كانت هذه القاعدة تحمل علامات لتحديد المسافات.




الساعة الشمسية:
من المعروف أنّ الساعة الشمسية هي أوّل ساعة اخترعها الإنسان، وتاريخها يرجع إلى عام 3500 قبل الميلاد. وقد كتب عنها العالم الخوارزمي، وكان الناس يستخدمونها لتحديد الوقت، فهي تعتمد على الشمس وزاوية إنحرافها عن الأفق أي مبدئها يعتمد على الزوايا عوضاً عن الساعة والدقائق والثواني. فالمعلوم أنّ الأرض تدور حول الشمس، ولكن تبدو الشمس وكأنّها هي التي تدور حول الأرض. تُعد هذه الحركة الدورية أساس مبدأ إشتغال الساعة الشمسية. فهي تتألّف من عصا تثبّت في الأرض بشكل رأسي لتسمح برصد تحرّك ظل الشمس، بسهولة في أي مكان على الأرض (كما نراها في الصورة المجاورة). وتعتبر عمليّة رصد ظل الشمس مفيدة جدّاً، إذا قمنا بها على فترات طويلة. ففي الصيف، عندما تقترب الشمس من الأرض، يكون ظلّها أصغر منه في الشتاء. وهذا يبيّن لنا أنّ ارتفاع الشمس في السماء يتغيّر باختلاف الفصول، وأنّ طول النهار يتغيّر هو الآخر. ويرجع ذلك إلى حركة دوران الأرض حول الشمس، التي تتم وفقاً لميل محور دوران الأرض، الذي لا يتغيّر أثناء دوران الأرض حول الشمس.
أما في ذوق الخراب، فيمكن إيجاد هذه الساعة في أعالي الأثارات، على علو 40 م عن سطح البحر، وهي عبارة عن مربّعين صخريّين يبعد الواحد عن الآخر حوالي 8 أمتار، ولا يوجد أي معلومات تدل على تاريخ إنشائها.


نصب نهر الكلب

يحوي موقع نهر الكلب إثنين وعشرين نصباً يعود اقدمها الى الألف الثاني ق.م. وتشهد المنحوتات والنقوش الظاهرة برموز وكتابات، على مرور الحكام المصريين (نصب رقم 14 و 16) والملوك الأشوريين (نصب رقم 6، 7، 13، 15، 17) وملوك بابل من السلالة البابلية – الحجيثة (نصب رقم 1). وكذالك تؤرخ هذه النصب الأعمال التي أنجزت في هذا الموقع كأعمال توسيع الطريق (نصب رقم 3 و11) وبناء الجسور (نصب رقم 2 و18) وأعمال سكك الحديد (نصب رقم 20)، كما إنها تذكر بأحداث هامة في تاريخ لبنان الحديث المعاصر (نصب رقم 4، 5، 9، 10، 19، 21، 22 و A ).
كل هذه النصب موجودة في الجهة الجانوبية من وادي نهر الكلب باستثناء إحداها المحفور على الضفة اليمنى للنهر (نصب رقم 1). وقد حفرت معظم هذه النصب في الصخر، أما البعض الآخر تم حفره على الرخام (نصب رقم 18، 21 و 22)، ونقش آخر حفر على لوحة برونزية (نصب رقم 20). وفي فترة الستينيات تم إلحاق نصب تذكاري مبني بحجر كلسي أصفر بالموقع (نصب  A ).
إن اللغات والكتابات السبع المختلفة تعطي كل نصب خصوصيته، وهي: الهيروغليفية (نصب رقم 14، 16)، المسماريّة (نصب رقم 1 و 17)، اللاتينية (نصب رقم 3)، اليونانية (نصب رقم 11)، العربية (نصب رقم 2 ،18،21 و 22)، الفرنسية (نصب رقم 4، 5 و A ) وأخيراً الإنكليزية (نصب رقم 9، 10، 19 و 20).

تاريخ نهر الكلب
خلال القرن التاسع عشر تم اكتشاف بقايا أثار في منطقة نهر الكلب تدلّ على وجود بشري يعود الى عصور ما قبل التاريخ، منها أدوات مصنوعة من الصوّان ترجع للعصرين الحجري القديم (منذ حوالي 100000 الى 10000 عام) والحديث (منذ حوالي 10000 الى 6000 عام). ما بين 1940 و 1960، وأثناء مدّ خط سكة الحديد الساحلي وعملية شقّ نفق مزدوج في منطقة نهر الكلب تم اكتشاف مغارتين تعودان الى عصور ما قبل التاريخ، أطلق على إسم الأولى اسم "راس الكلب 1" وهي تعود الى العصر الحجري الوسيط (منذ حوالي 90000 عام) وعلى الثانية اسم "راس الكلب 3" وهي ترجع الى عصر النحاس والحجر وعصر البرونز القديم، أي منذ حوالي 6000 الى 3000 عام.

نهاية الألف الثاني ق.م. وسياسة رعمسيس الثاني التوسعية (1279-1213 ق.م.)
عند اعتلائه العرش في العام 1279 ق.م. أراد الفرعون رعمسيس الثاني أن يوسّع حدود ملكه ليشمل بلاد كنعان وصولاً الى الفرات. وبمواجهة هذا المدّ للسيطرة المصرية على منطقة البحر المتوسط كانت المملكة الحثية الساعية بدورها لبسط سيطرتها على هذه المنطقة تشكل تهديداً أكيداً لسياسة مصر التوسعية.
وضمن هذا الإطار التاريخي، قام الفرعون رعمسيس الثاني برحلة استكشافية على طول الساحل الفينيقي وأقام في موقع نهر الكلب نصباً يذكر بذلك الحدث (نصب رقم 14).
وحوالي العام 1271-1270 ق.م. أي بعد مرور خمس سنوات على معركة قادش بين الجيشين المصري والحثي والتي لم تسفر عن نتيجة حاسمة لأي منهما، قاد الفرعون رعمسيس الثاني حملة عسكرية جديدة لأجل تثبيت سيطرته على المنطقة. أثناء هذه الحملة أقام نصباً (نصب رقم 16) يخلد ذكرى مروره.
وهناك نصباً ثالثاً لرعمسيس الثاني أمام الإله بتاح أزيلت معالمه عندما حفر نابليون الثالث نصباً له في نفس المكان في العام 1861.

بداية الألف الأول ق.م. والسيطرة الأشورية
خلال الحملات العسكرية الأولى للملك تغلت بلاصّر الأول (1115-1077 ق.م.) أخضعت المدن الفينيقية الساحلية للسيطرة الأشورية.
في النصف الأول من الألف الأول ق.م. تدفقت الجيوش الأشورية نحو ساحل البحر الأبيض المتوسط، وكانت المدن تسقط نتيجة استسلام أو مقاومة فاشلة وفي كلا الحالتين كانت هذه المدن تدفع جزية للغتزي الأشوري. وتأكيداً لحملاتهم العسكرية وتخليداً لذكرى انتصاراتهم قام الملوك الأشوريين بنحت صورهم على صخور نهر الكلب (النصب رقم 6 – 7 – 13 – 15 – 17).
من المؤكد أن النصب رقم 17 ومن خلال النص المنقوش عليه يعود للملك الأشوري أسرحدّون (681-669 ق.م.) الذي قام خلال فترة حكمه بتضييق الخناق على هذه المنطقة بهدف السيطرة على الطرق المؤدية الى وادي النيل ولذلك دمر مدينة صيدا التي قاومته. ومن المحتمل أنه عند رجوعه من حملته على مصر علم 678 ق.م. قام بنحت نصبه على صخور نهر الكلب.

منتصف الألف الأول ق.م. وسيطرة ملوك السلالة البابلية – الحديثة
بعد سقوط الحكم الأشوري على يد الجيوش الميدية والبابلية عام 612 ق.م. أعادت المدن الفينيقية علاقاتها مع مصر واستفادت من فترة رخاء مؤقتة. إلا أن انتصار الملك نبوخذنصّر الثاني (605-562 ق.م.) على الجيش المصري في معركة كركميش عام 605 ق.م. أدّى الى سيطرة السلالة البابلية الحديثة على المنطقة. خضعت المدن الفينيقية للحكم الجديد باستثناء صور التي قاومت مدة ثلاثة عشر عاماً قبل أن تسقط.
تُخلد الكتابتان المنقوشتان على صخور وادي بريصا (البقاع الشمالي) ذكرى الحملة الظافرة للملك نبوخذنصر الثاني على المشرق وقد حفر عليهما نصاً مشابهاً لذلك المحفور على النصب رقم 1 في موقع نهر الكلب.

الحقبتين الرومانية والبيزنطية
نعمت المدن الفينيقية بفترة هدوء نسبية عند وصول القائد اليوناني بومبيوس الى فينيقيا عام 64 ق.م.،  ترجمت بنهضة عمرانية اقتصرت على المباني العامة وشبكات الطرق.
تم التغلب على صعوبة المرور عند مصب نهر الكلب بتوسيع الطريق التي قام بها الفيلق الثالث الغالي (نسبة لبلا د الغال) (نصب رقم )  خلال العامين216 و 217 م وأثناء حكم الإمبراطور ماركوس أوريليوس أنطونيوس كركلا 211 – 217 م.
بعد انحلال الإمبراطورية الرومانية في القرن الرابع ميلادي نشأت الإمبراطورية البيزنطية. وقد شغلت مقاطعة فينيقيا الأولى المؤلفة من الخط الساحلي الضيّق على طول البحر الأبيض المتوسط والملقبة يالمقاطعة البحرية مركزاً مهماً فيها.
أقام أحد حكام هذه الولاية بروكولس نصباً له على صخور نهر الكلب (نصب رقم 11) يخلّد ما قام به من إنشاءات على المنحدر البحري 382 و 383 م. بالإضافة الى ذلك يذكّر هذا النصب بالطقوس الوثنية التي كان يمارسها الحاكم بروكولس في هليوبوليس (بعلبك)، علماً بأن الوثنية سادت طوال حكم الإمبراطور تيودوس (379-395 م).

الحقبة المملوكية
قام السلطان المملوكي الشركسي سيف الدين برقوق (784 – 801هـ / 1382 – 1399 م) برحلة الى سوريا خلال عام (796 – 797 هــ / 1293 – 1394 م). ولما كان اهتمامه منصباً على الدفاع عن المنطقة الخاضعة لسيطرته ضد الهجمات الوشيكة من الجيوش المغولية بقيادة تيمورلنك، قام بأعمال تدعيم في قلعة بعلبك كونها مدخل البقاع. ومن المحتمل أن يكون الأمر ببناء جسر نهر الكلب الذي تم بإشراف أتابك العسكر سيف العزائم ايطميش البجاسي قد جاء ضمن هذا الإطار. (نصب رقم 2)

أحداث 1860
إن الصراع المسيحي – الدرزي الذي نشب عام 1860 تحول الى اقتتال شمل كافة المناطق المختلطة اللبنانية. نتيجة تدويل هذه الأزمة أرسلت فرنسا سبعة الاف جندي بقيادة الجنرال بوفور دي هوتبول (نصب رقم 5) ثم وضعت لجنة دولية حداً للأزمة واقرّت نظاماً خاصاً عرف بالنظام الأساسي لجبل لبنان. عيّن داوود باشا أول متصرّف على جبل لبنان في العام 1861، يعاونه في ذلك مجلس محلي.
وخلال ولاية المتصرف نعوم باشا تمّ بناء جسر جديد على نهر الكلب عام 1319 هــ/ 1901 م في ظل حكم السلطان عبد الحميد الثاني (نصب 18)

بدء فترة الإنتداب
أعطت بنود اتفاقية سايكس بيكو 16/5/1916 لكل من فرنسا وبريطانيا موقعاً مسيطراً في المنطقة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى.
بعد أن مني الجيش التركي بخسارة فادحة في أيلول 1918 بفلسطين نفذ انسحاباً سريعاً من المنطقة. وفي تشرين الأول 1918 وضعت سوريا بيد البريطانيين الذين انضمت اليهم القوات العربية بقيادة الشريف حسين (نصب رقم 9).
أخيراً دخلت وحدة من الجيش الفرنسي بأمرة الكولونيل بياباب الى بيروت. ثم ما لبثت أن سقطت طرابلس في آخر تشرين الأول بأيدي الحلفاء (نصب رقم 10).
اقترح المجلس الأعلى للحلفاء في مؤتمر سان ريمو (28 نيسان 1920) إقامة سلطة انتداب على سوريا ولبنان. وقد ساهم في تطبيق الإنتداب فعلياً على سوريا إخضاع القوات العربية بقيادة الأمير فيصل نجل الملك حسين في واقعة ميسلون (25 تموز 1920) على يد الجنرال غورو قائد القوات الفرنسية والمفوض السامي (نصب رقم 4).
وفي هذا الإطار تمّ تشييد نصب تذكاري تخليداً لذكرى قتلى الجيش الفرنسي والفرقة البحرية التابعة له في بلاد المشرق بين عام 1919 و 1927 (نصب A )

لبنان والإستقلال
إجتاحت قوات الجيشين البريطاني وفرنسا الحرة – لبنان وسوريا في الفترة ما بين 8 حزيران 1941 حتى منتصف تموز 1941 (نصب رقم 19). بإسم الجنرال ديغول أنهى الجنرال كاترو الإنتداب معلناً حرية واستقلال الشعبين اللبناني والسوري. بعد تعيين ألفرد نقاش أول رئيس للجمهورية اللبنانية وأثناء ترؤسه حفل افتتاح خط سكة حديد بيروت – طرابلس أمر بوضع لوحة تذكرية على صخور نهر الكلب في 22 كانون الأول 1942 (نصب 20) ولم يكتمل استقلال لبنان فصولاً إلا بعد جلاء جميع الجيوش الأجنبية عن أراضيه في 31 كانون الأول 1946 بعهد الرئيس بشارة الخوري (نصب رقم 21).
وأحدث نصب في موقع نهر الكلب هو ذاك الذي تم تدشينه بتاريخ 22 كانون الأول 2000 تخليداً لذكرى تحرير جنوب لبنان من الإحتلال الإسرئيلي بتاريخ 24 أيار 2000 بعهد رئيس جمهورية لبنان العماد إميل لحود (نصب رقم 22).    

نقلاً عن بانوهات معلّقة فوق نفق نهر الكلب:
المؤسسة الوطنية للتراث والمديريّة العامة للآثار – وزارة الثقافة